قصة قصيرة.. اللذة القاتلة (الجزء الخامس)
لقد ترعرتُ في مجتمع ظلمني اكثر من ظلم ابي لي .. كان الجميع يحتقرني ولا يعطيني اي قيمة .. ..حتى في المدرسة كنتُ منبوذة … دائما ما كنتُ اتسائل لماذا يكرهني الجميع؟ لما الجميع وحشي لهذه الدرجة .. ولكن تبين ان سند الفتاة ابوها..و ابي كان رجلا قذرا .. لذا لم يحترمني احد .. فأنا دون سندٍ للاسف
ورغم انك كنتَ مُعارضا لدراستي وبشدة … .و حاولت ان تعرقل مساري الدراسي بشتى الطرق … الا ان حلمي في ان اصبح مدعية عامة واحقق انتقامي جعلني اصمد رغم كل شيء .
كنتُ ازور قبر امي يوميا وأطمأنها مئات المرات بأني سآخذ بثأرها .. لقد اقسمت على ذلك .. احسست اني لست وحيدة في تلك اللحظات القليلة..
محكمتي المثالية والتي اخطط ان تحدث بعد 6 اشهر هي خطة مدروسة بمعنى الكلمة..لذا فإن محاولاتكم لإفشال خطتي ماهي الا عراقيل صغيرة لا القي لها بالا حتى ..اول شيء خططت له هو ان اعلن عن بداية تحركي من خلال إرسال هذه المذكرة لكم.. لتعلمو ان حياتكم ستنقلب على عقب قريبا .. بعد هذه الصفحات القليلة ستجدون ان بقية المذكرة فارغة .. هذا لاني سأكمل إرسال اجزاء المذكرة كل يوم أحد ايضا بجانب الشريحة .. فلن يكون الامر ممتعا ان كنتم تعرفون كل شيء مسبقا…
كان يوم تخرجي من الثانوية … وكنت لازت امر بالطرق اللي أكرهها .. والتقي بنفس الجيران الذين امقتهم .. كنت مازلت اطبخ لك القهوة واغسل ملابسك ..انا حقا كرهت نفسي لاني كنت اعتني بك … ولكن كان ولابد ان احتفظ بمنزل آوي اليه .. وذلك لغاية تخرجي من الثانوية حيث قررت ُ ان التحق بجامعة خارج مدينتي بعيدا عن هذا الجحيم …
كالمتوقع فلقد عارض ابي بشدة هذا القرار ..وكأنك خفت انك ستفقد سيطرتك علي .. لن أكذب فقد كان شعورا جميلا ان احس ولو لوهلة انك خائف مما قد افعله …
ابي هل اخبرك احدهم أين كُنتُ تلك الليلة ؟ هل كنت ايضا تغلق باب غرفتك قبل النوم .. وتخاف من اي صوت يصدر داخل المنزل ؟هل احسست بإنتقامي ؟
صراحة لم استبعد انك كنت تعلم .. خاصة بعد ان رآني جيرانُكَ المطيعون ..
مضحِكٌ انك ظننت اني سأبقى مطيعة للابد .. واول خطوة للحصول على حريتي كان الهرب بعد قبولي في الجامعة اللي حلمت بها ..لقد هربت من ذلك المنزل دون حتى ان انظر خلفي.. كان شعورا غريبا ممزوجا بالفرح والخوف .. كنت اركض مبتسمة احسست اني انسان أخيرا !… ودعتُ امي وغادرت الى مدينة اخرى والتحقتُ بكلية الحقوق ..وصلتني الاخبار انك جننتَ بعد رحيلي .. اذا هل خفت؟ هذا حقا مااريد معرفته ..
لقد بحَثْتَ عني كثيرا ودون جدوي .. انا لن ارجع لذلك القفص ابدا .. سأرجع فقط بعد ان آخر ثأري لأناظر الجميع نظرة متعالية ..
لم يكن ابدا من السهل علي أن آخذ قرار الانتقام هذا… لقد فكرت مرارا وتكرارا .. ولكني إستجمعت قوتي حين اكتشفت اقذر أسرارك ابي …. كُنتَ دائما تصرخ بشدة حين انظف باب القبو .. كنت لا تسمح لي أبدا ان اقترب من هناك … هنا حين تأكدت أنه ربما الطريقة الوحيدة للاطاحة بك هي خلف ذلك القبو .. توجهتُ يوم تخرجي لذلك القبو .. ولاول مرة كنت أشعر بذلك الحماس الشديد .. فكرة اني سأعرف المزيد من أسرارك فقط جعلتني اشتعل حماسا.. لن أكذب لقد كنت خائفة جدا ان تراني ولكن زادت ثقتي بنفسي بعد ان استطعت ان اسرق مفتاح القبو منك .. دخلتُ القبو وكان يشبه ارشيفا قديما .. مليئا بأوراق وسنادات .. انها هي.. تلك السنادات هي من ستطيح بك .. جمعتها كلها … و كما تعرفون بالفعل هربت خارج المدينة..
خارج المذكرة
تجمع جميع الجيران واب ملك لاول مرة بعد ارسال المذكرة ..
اب ملك يصرخ و يقوم بتكسير كلِ ماحوله : كنتم تعلمون ؟؟ هل تريدون ان تفقدوني صوابي ؟؟؟ لو علمت وقتها كنت لاقضي عليها ولن نضطر للتعامل مع هذا الهراء الآن .. اقسم اني علمت انها ليست فتاة عادية كانت تخيفيني أحيانا بنظراتها الحادة تلك ..
علي: اهدء قليلا !! هل كان علينا ان نخبرك وندعك ترتكب جريمتك الثانية .. هل هذا امر معقول ؟ هل تظن أن امر سهل؟ هذا الحي لم يكن ليتحمل جريمة ثانية.. الجميع سيشك بك
أحمد: لقد فكرنا في مصلحتك وتلك الطفلة !! هل ستصبح قاتلا متسلسلا لطفا فكر بعقلانية !
اب ملك وهو يبتسم ابتسامة سخرية: ماذا ؟ فكرتم بي ؟ انها تملك كل شيء الآن !! ماكان في القبو هو كل المستندات اللتي تخص جرائمكم ! هل انتم سعداء الآن !!!! رجاء لا تفكرو بي مرة أخرى .. فكرو بعقلانية فقط
رامز: مماذا ؟؟ ماذا يوجد في القبو ؟؟؟؟؟هل انت غبي ؟ هل احتفظت بتلك المعلومات الخطيرة في منزلك ؟؟؟لِمَ لَمْ تتخلص منها!! ياالاهي لقد انتهينا
اب ملك: اتخلص منها ؟ هههه , من أين لي ان اعلم انكم لن تنقلبو ضدي ؟ كان يجب ان اترك دليلا في يدي
رامز: هو ليس في يدك حتى هو في يد ملك .. ملك التي جن جنونها
اب ملك: هي لن تفعل الكثير انا اعرفها هناك جانب جبان منها .. رغم هذا علينا او نوقفها فهي تمادت كثيرا
أمينة: جانب جبان؟ هل انت بخير يا امين ؟الا تذكر ماحدث البارحة !!! لقد اطاحت بسلوى بتلك السهولة! هي تعلم كل شيء عنك وعنا ناهيك عن انها مدعية عامة ! هل حقا تظن أن الاستخفاف بها سيفيدنا ؟؟
علي:يجب ان نتحرك في الحين يجب ان نجد مكانها ونقضي عليها
أمينة : هل تظن أن القضاء على مدعي عام بتلك السهولة؟ يجب أولا ان نعرف كمية المعلومات التي تملكها ضدنا بعدها نقوم بسرقة جميع المستندات التي تملكها ! هذا هو الحل الوحيد آمامنا
رامز : فكرة جيدة ولكن كيف نفعل ذلك يبدو الامر صعبا ؟!
امل: لنرسل لها رسالة لمكتبها فنحن نعلم الآن اين تعمل
رامز : ماهو محتوى الرسالة؟
امل : نستدرجها لنعرقل خطواتها
أمينة : فكرة جيدة لنبدء في كتابتها
هذه اول مرة منذ مدة استيقظ بهذا الشعور الرائع .. استيقظ وانا اعلم أن خطتي قيد التنفيذ .. بعد الاسقاط بسلوى اصبحت جميع خواطتي القادمة واضحة .. اعدكم اني سأمتعكم بعرض رائع جميعا ..
.. ملك تدخل مقر عملها
سوسن( مساعدة ملك): حضرة المدعية العامة صباح الخير
ملك: صباح الخير سوسن .. هل من اخبار جديدة
سوسن: لقد وصلت هذه الرسالة بإسمك صباحا آنستي
؟ملك وهي تنزع معطفها : غريب ! من المرسل
سوسن : أظن أنه مجهول كل ما كتب هنا هو ” الي ملك”
ملك تأخذ الرسالة وتقرئها بصوت خافت :”أهلا ايتها الصغيرة مضى وقت طويل اليس كذلك؟ يبدو انك تظنين أنه من السهل الاطاحة بنا حقا .. حسنا لنقم باللعب وفق قوانيننا .. ان كنت لا تريدين ان يتغير مكان قبر امك… تعالي الي محافظة السلام مساءا الساعة 6 .. تعالي وحدك وإلى ستسير الامور بمجرى آخر
والدك العزيز …”
بدءت ملك تترتعش واصبح وجهها شاحبا ثم بدءت بضرب الطاولة بكامل وقتها : اللعنة! كيف لم افكر في هذا … اقسم اني سأقضي عليك … الا يوجد حد لدنائتك …
ثم بدءت تتنفس بصعوبة
سوسن :ااآنستي .. هل انت بخير … مااذ حدث هل أتصل بكمال او مروة( اصدقاء سوسن من الشرطة)
ملك : فكرة جيدة اتصلي حالا واخبريهم ان نلتقي في المقهى المقابل لمركز الشرطة
( في المقهى)
كمال:هل انت بخير ماذا حدث؟؟؟
ملك: أظن اننا يجب ان نحجز في طائرة بأسرع وقت
مروة: لا تخفيني ماذا حدث؟؟
ملك: ذلك الرجل الوضيع انه يهددني بقبر امي الآن ..لن ادع هذا يحدث أبدا
مروة: كيف .. ماذا؟ اخبرينا ماذا حصل بالتفصيل
“ملك تخبرهم بمضمون الرسالة”
كمال: كل مرة يثبت لنا العم امين أنه ليس بإنسان حتى
ملك: لا يمكنني ان اسمح لهذا ان يحدث .. لن اسمح ان يلمس جثمان امي أبدا.. لقد عانت كفاية منه
كمال: وهل تخططين لفعل شيء ما
ملك: هل نسيت اني مدعية عامة؟ سأطلب من معارفي إصدار مذكرة لكي أستطيع تغيير مكان جثمانها بسرعة .. ثم علينا ان نسافر الي تلك البلدة اللعينة من اجل أن ننقل جثمانها
مروة: اشك في ان الامر بهذه السهولة
ملك بغضب: وهل أمامي حل آخر؟؟؟ هل اسمح له أن يؤذي امي مرة أخرى ؟؟؟؟ لن اسامح نفسي هذه المرة أبدا .. ان لم استطع حماية امي هذه المرة أظن انها النهاية بالنسبة لي !!
كمال: لا تتحدثي بكل هذا التشاؤم!! هل قطعنا كل هذا الطريق لنسمح لهم ان يوقفونا بهذه الطريقة ؟سنفعل كل مايتطلب الامر لإيقافهم
مروة: نعم بالتأكيد لن نتوقف حتى لو كان الامر صعبا.. أظن أن علينا ان نتحرك والا سيداهمنا الوقت
ملك بعينين محمرتين: اقسم ان الأحد القادم لن يكون سهلا عليهم …
كمال: حسنا سأذهب للمطار واحاول تدبير تذاكر لنا ملك انتي باشري بإصدار القرار ومروة احزمي لنا بعض الامتعة من منازلنا
ملك : لنبدء التحرك
ملك في العدلية
رئيس المدعين : ملك تعلمين ان الامر ليس بتلك البساطة .. لايمكننا إصدار قرار يخص بلدة اخرى بهذه السهولة
ملك: سيدي اعلم هذا حق اليقين .. ولكن نحن في العاصمة ..لا أظن ان الامر سيكون بهذه الصعوبة
الرئيس : ملك …لا استط..
ملك: سيدي انا حقا لا يمكنني تحمل خيبة امل اخرى ان لم استطع حماية امي هاته المرة انا حقا لن اقدر على العيش مجددا .. اعلم أن لديك علاقات مع مركز الادعاء في محافظة السلام .. لطفا سيدي انا أتوسل اليك
الرئيس وهو يتنهد : حسنا سأحاول ولكن الامر ليس مؤكدا و القرار لن يصدر هنا.. يجب ان يصدر في المحافظة !
ملك: شكرا سيدي لن انسى معروفك هذا ما حييت؟ ملك تتصل بمروة : هل قمتي بحزم الامتعة
مروة : نعم انهيت كل شيء
ملك: شكرا لك .. هل يمكن أن اطلب معروفا آخر
مروة:بالطبع !!
ملك: هل يمكن أن تتوجهي للمخفر و وتبحثي عن ارقام هواتف الاسماء التي أرسلتها لك واولهم … أمين سلامة
مروة : هل انت متؤكدة؟؟
ملك: نعم
مروة: اعتبري ان الامر تم
كمال يتصل بملك: لقد دبرت امر التذاكر وانا ذاهب لأقل مروة
ملك: كما هو متوقع انت رائع ولكن لدينا مشكلة
كمال: ماهي؟؟ الم يصدر القرار ؟؟
ملك:لا أظن أنه سيصدر ولكن الوقت يداهمنا طلب لقائي الساعة 6 والرحلة تدوم ساعتين سنصل هناك حوالي الساعة الرابعة لا أظن أننا نستطيع تغيير مكان القبر بتلك السرعة
كمال: الامر سهل ليس عليك أن تكوني معنا وقت الحفر .. اذهبي للقائهم ونحن سنحل الامر ونرسل لك رسالة ان الامر تم !!
ملك تتنهد : حسنا ..هذا مطمئن شكرا لك ..سأكون في المطار بعد ربع ساعة
كمال : العفو ..حسنا الى اللقاء
استقل الثلاثة الطائرة ووصلو أخيرا إلى المحافطة
مروة: هل انت بخير ملك… ملك وقد تجمعت الدموع في عينيها: سأكون بخير
مروة : نحن بجانبك مهما حدث لا تنسي هذا!
ملك:اعلم هذا .. وهذا مايجعلني استجمع قوتي .. شكرا لكما .. لا اعرف كيف ارد جميلكما هذا
ملك في العدلية بعد ان تمكنت أخيرا من استخراج قرار تغيير مكان القبر الى العاصمة
مروة: الآن سنتوجه الي البلدية ونحضر العمال وانتي توجهي الى مكان اللقاء نعدك أنه بغضون الساعة السادسة والربع سنحل الامور هنا
ملك : حسنا حظا موفقا
كمال: هل انت متؤكدة انك ستذهبين بمفردك
ملك: ومن قال اني بمفردي ؟؟الرئيس لم يسمح لي بالذهاب بمفردي
مروة : بدأت أحب رئيسك هذا ههه
الاب والجيران مكان اللقاء
رامز: هل تظنون انها ستأتي
امل : لاظن أظن انها ستترك امها في يدنا
أمينة: ان لم تأتي في غضون السادسة تماما لنذهب ونغير مكان القبر
أمين (اب ملك): لا أظن أن تلك الجبانة ستواجهنا هنا!!
هنا تسمع خطوات كعب عالي تتقدم نحو الجيران ليستدير الجميع
ملك : ابي ..
يتبع..
