رواية.. رسالة من شخص ميت
أنا إسمي ماكس ضابط شرطة، قبل أسبوعين أخذت إجازتي السنوية، و كعادتي و لأحافظ على لياقتي البدنية، أستيقظ كل صباح في الساعة السابعة و النصف، و بعد تناول الفطور، أذهب إلى الشاطئ للركض لمدة ساعة ثم أقوم ببعض التمارين الرياضية، لكن قبل 3 أيام و عند ركضي، صادفت زجاجة داخلها ورقة ملفوفة، كتلك التي نشاهدها في أفلام القراصنة و ما شابه، انتابني الفضول لذا قمت بفتحها لأجد رسالة مكتوبة كالتالي:
أنا في خطر، هنالك من يحاول قتلي، و أحتاج إلى مساعدتك
و في ظهر الورقة مكتوب إسم جزيرة قريبة، و بما أنني شرطي و يجب علي مساعدة كل من يحتاج لنا، فقد قمت بحجز أول رحلة لتلك الجزيرة و التي كانت في الغد، و لم أخبر أي أحد من زملائي، أو حتى رئيس القسم الذي أعمل فيه، ظنا مني أنها قد تكون مزحة سخيفة، ثم بما أني في إجازتي و لم أغادر المدينة، فقلت في نفسي لو كانت خدعة فعلى الأقل سأرى مكان لم أره من قبل.
بعد وصولي للجزيرة، بدأت في سؤال بعض الأطفال و الشباب عن مرسل الرسالة أوسكار، نسيت أن أخبركم بأن اسمه مكتوب في الرسالة، على العموم لا أحد عرف الإسم، و هذا شيء غريب لذا توجهت لقسم الشرطة المتواجد بالمنطقة و سألت الشرطي المتواجد، ربما بدأ العمل منذ فترة قريبة، لأني أظن أن عمره كان في منتصف أو نهاية العشرينات
الشرطي:من قلت؟
ماكس:أنا أبحث عن رجل يدعى أوسكار
الشرطي:أنا لم أسمع بهذا الإسم من قبل في هذه الجزيرة
ماكس:أنا من عائلته و لي فترة لم أره، فقررت زيارته
الشرطي:انتظر هنا، سأسأل الضابط الآخر، ربما يعرفه فأنا لست من سكان الجزيرة الأصليين
ماكس:حسنا
بعد حوالي 10 دقائق، وصل شرطي آخر ربما هو في منتصف الخمسينات من عمره، و لا أعرف هل كانت تلك نظرات قلق أم توتر أم خوف
الشرطي في الخمسينات:أنت من تبحث عن أوسكار، أليس كذلك؟
ماكس:أ-أجل
الشرطي في الخمسينات:إذن من أنت و لماذا تبحث عنه؟
ماكس:إسمي ماكس، و أنا من المدينة المجاورة، لم أر أوسكار منذ فترة لذا جئت لأطمئن عليه بعد أن أرسل لي رسالة
الشرطي في الخمسينات(مقاطعا كلامي):ما الذي قلته؟ أرسل لك رسالة؟ أرني إياها
ماكس:أجل أرسلها لي في الأمس، لذا قررت المجيء
الشرطي في الخمسينات:هذا مستحيل،فأوسكار مختفي منذ سنوات، بل عقود، تحديدا 27 سنة، لذا الآن أنت رهن الإعتقال لغاية أن نعرف الحقيقة
ماكس:إسمع أنا شرطي مثلك، وصلتني الرسالة فقررت المجيء قبل 27 سنة كان عمري 6 سنوات،فلا علاقة لي باختفائه
الشرطي في الخمسينات:لكن ربما تعرف مكانه
ماكس:و هل سأكون غبي لدرجة أن آتي لقسم الشرطة و أخبركم بهذا
الشرطي في الخمسينات:لقد أخفيت حقيقة أنك شرطي
ماكس:أعلم هذا، فأنا في إجازتي السنوية، فقلت أنه ليس من المهم معرفة هذه المعلومة، لكن يمكنني مساعدتكم في إيجاد أوسكار
الشرطي في الخمسينات:و كيف ذلك؟
ماكس:لقد وصلتني فعلا رسالة من أوسكار، و كانت ملفوفة داخل زجاجة، و هذه هي الورقة، لذا بما أنك قلت أنه مختفي منذ فترة طويلة فأعتقد أن هناك شخص ما يحتجزه، و بطريقة ما استطاع أخيرا إرسال رسالة استغاثة
الشرطي في الخمسينات:لكن لماذ شخص ما يحتجز أوسكار لمدة 27 سنة
ماكس:لا أعرف السبب، لكن بما أني وجدتها في الشاطئ في المدينة، ففي الغالب هو متواجد بمكان قريب من البحر ليرمي الرسالة
الشرطي في الخمسينات:هذه جزيرة، و أعتقد أنك تعلم أن الجزيرة تحيط بها المياه من كل الجهات
ماكس:كم من منزل في هذه الجزيرة له نافذة يمكن للشخص أن يرمي منها الزجاجة
الشرطي في الخمسينات:هناك منزل واحد، فباقي المنازل كلها بعيدة نوعا ما، فمستحيل على شخص محتجز ل 27 سنة أن يقوم برمي الزجاجة إلا منه، و لن تصدق منزل من.(يصمت لثواني ثم) منزل أوسكار
ماكس:إذن تقصد أن شخص ما يحتجز أوسكار في منزله منذ 27 سنة، و لا أحد لاحظ ذلك
الشرطي في الخمسينات:لنذهب الآن هناك لنرى
ذهبنا أنا، الشرطي في الخمسينات من عمره و الشرطي الجديد نحو منزل أوسكار، و كان منزل معزول عن باقي المنازل و مختلف عنها، من ناحية الشكل و الحجم و تقريبا كل شيء
ماكس:لماذا هذا المنزل معزول و مختلف عن البقية
الشرطي في الخمسينات:لقد كان أوسكار شخص غريب، لا يحب الإختلاط و نادرا ما كان يخرج منه، و حتى أحيانا يختفي لأسابيع دون أن يلاحظ أحد ذلك
ماكس:كيف عرفتم إذا اختفاءه
الشرطي في الخمسينات:زوجته، هي من أخبرتنا عن اختفائه، و بعدما اختفى بحوالي 6 أشهر، و توقفنا نهائيا عن البحث و اعتبرناه ميتا غادرت
يتبع..