رواية.. فتاة يائسة (الجزء التاسع)

فهرع الى سيارته واحضر المحفظة ..وكانت طريقته الماهرة في الاسعاف تنم عن ان هذه مهنته ..وبعد ان انتهى ..نظر الى سوسن ورأى اللهفة في عينيها فقال لها :لا تقلقي يا سيدة… خلال ساعات وسيرجع ولدك كما كان ..

فشكرته وقالت له: ولكن اخشى ان. يمنعني طليقي من رؤيته ..ارجوك ابذل قصارى جهدك حتى لا تظهر عليه اي آثار..

فقال لها: انت مطلقة اذن ..ويبدو انك لا تمونين ان تبقي مع ولدك متى تشائين ..

قالت له: مع الأسف نعم ..

فقال لها: ساعد الله قلبك ..ان اكثر الاشياء ايلاما لقلوب النساء ان يمنعها طليقها من رؤية اولادها الذين جاوروا قلبها تسعة اشهر وسهرت عليهم وربتهم بدموعها وابتساماتها ..

قالت يائسة ;ولكني لم. الحق ان اربيه ..

فقال :اتعلمين يستحيل ان امنع طليقتي من رؤية ولدينا… مع انها لا تستحق ذلك لطبعها السيئ ..ولكن هذا من حقها ..على الرغم من زواجها من رجل آخر ..

فشعرت سوسن بالاحراج وقالت له: على العموم اشكرك على لطفك ..

ثم اطرقت رأسها ارضا وقالت: كم تريد من المال لقاء صنيعك ..

قال :للأوادم بلاش ..والحمدلله على سلامته…هذا رقم هاتفي ان لم يتحسن في القريب العاجل اتصلي بي وساصف لك الدواء.. بالمناسبة انا اسمي مروان ..واعمل كمساعد طبيب ..

قالت له: تشرفت بلقائك ..واشكرك مجددا. .

ثم احتضنت طفلها وعادت الى منزل اخيها ..وعندما وصلت فوجئت ان زوجته قد غادرت المنزل غاضبة منه..فقالت له: ما بك يا اخي واين زوجتك ..

قال لها :لقد تشاجرت معها وغادرت المنزل ..

قالت له: لماذا

فلم يجبها ..وخرج من المنزل حزينا

فشعرت انها السبب.. واتصلت بزوجة اخيها ..التي ردت على هاتفها غاضبة ثم قالت :تقتلين القتيل وتمشين في جنازته ماذا تريدين ..

قالت لها :اردت فقط ان اطمئن عليك ..وادعوك لتعودي الى منزلك ..

قالت لها: عائلتكم شعب لا يعاشر ..فها انت قد تزوجت عدة مرات ولم تفلحي في تأسيس منزلك ..اتريدين من اخيك ان يفعل ذلك ..

فجرحتها بكلماتها القاسية التي اطلقتها على مسامعها ..فقالت لها: الله كريم جدا ..لو انك لا تعلمين ظروفي لعذرتك ولكنك تدركين الاسباب في انفصالي عن ازواجي..

على العموم ان. كان سبب غضبك هو انا ..فعودي الى منزلك لان زوجك يشتاقك وسنجد حلا لقصتي…

قال لها: بصراحة اما انا او انت في المنزل ..

قالت لها: ولكن انت تعلمين ان منزل اهلي قد اجره اخي ليستفيد من ماله فاين اذهب ..

فقالت لها بسخرية :جدي زوجا احمقا يتزوجك ..

فتنهدت سوسن وقالت :لقد قمت بواجبي واتصلت بك ..والقرار عندك فاما ان تعودي وساحاول الا اراك واما ان تبقي وتهدمي اساس هذا المنزل الذي بقيت سنينا وانت تبنينه ..وداعا ..

ثم اقفلت هاتفها ..لتسمع انين ولدها فقد شعر بالالم من اثار الضربة التي تلقاها حينما وقع عن الارجوحة ..فما كان منها الا اتصلت بمروان لتساله عن نوعية الدواء.. وقد فرح جدا لاتصالها ..ووصف لها الدواء.. وتحسنت حال طفلها ..وفي المساء اتصل بها مروان مجددا ليطمئن عن احوال ابنها ..فشكرته وقالت له: هو بخير. الحمدلله وقد ارسلته الى منزل والده ..

فقال لها :حمدا لله على سلامته.. ولكن اريد ان اسالك سؤالا خاصا..

قالت له :تفضل ..

قال لها: يبدو انك تخافين جدا من طليقك فهل كان قاسيا معك لتلك الدرجة ..

قالت له: الحياة كانت ولا تزال اقسى منه ..

قال لها: ماذا تعنين

فتنهدت وبدأت تسرد عليه قصتها لانها لم تجد من يسمع آهاتها .وبعد ان اكملت قالت له: اعرف ان نظرتك اصبحت سلبية تجاهي ..

قال باسما: لا ابدا بل على العكس فانا اعذرك جدا لان قصتي مشابهة لقصتك. فقد تزوجت مرتين ولم انجح في ذلك .

وهكذا صار مروان يتصل بسوسن ويطمئن عليها بين الفترة والاخرى حتى تعلق بها كثيرا ..واشفق على حالتها وشعر انها نصفه الآخر الحقيقي وقرر ان يتزوج بها ليجرب حظه معها ..فاتصل بها ذات يوم وقال لها :اريد ان اسألك سؤالا ..

فقالت له: تفضل ..

قال لها: هل ان تقدم اليك احدهم سترفضينه بعد كل التجارب القاسية ..

قالت له ساخرة ;وهل هناك شخص مجنون يرضى الزواج بامرأة مثلي ..

فقال لها: نعم ..

قالت له :هل احضرت لي عريسا ..

قال لها :انا !!!فما هو رايك ان نجرب حظنا مع بعضنا ..فربما ننجح بذلك ..وان وافقت ساكلم امي بموضوعنا الليلة ..

يتبع..