قصص و روايات

رواية.. الامتنان

دائما وابدا

اليوم وكل يوم

كل ما أفعله هو اني أطيل البعد عن ربي أُطيل في المماطلة! أُطيل بقول اني سأعود بعد قليل ، سأعود غدا!

لم يفلح؟ اذا بعد غد!

وهكذا إلى أن يسوء الامر ويصبح فؤادي كجسد المغشيِّ عليه

فلا أقوى بَعْدُ على اي شيء

فلا أقوى بعد على المماطلة اكثر

فأسقط ساجدةً لربي حاملةً كل الآلام وشعور الندم القاتل والخزي والضعف بأن يا الله يا الله نجني

لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

فقط نجني يا الله مما انا فيه

فلا خوفَ أعظم عندي من أن ألقاك ربي وانا على هذه الحال المزريةِ التي يرثى لها

فلا تتوفني وانت غير راضٍ عني فأهلك

نجني واشرح صدري أعنّي على القرب منك

فأنا مؤمنةٌ بك سبحانك مؤمنةٌ بأنك العفو الغفور الودود القريب المجيب القدير القادر على كل شيء.

ثم انهض الا بروحي قد غسلت وطُهِّرت حتى لم يبقى من درنها شيء

الا فؤادي قد صار إلى أقصى مراحل السرور والاطمئنان والأمان

ثم لا تمضي برهة الا وانسى كل شيء!

وأعود كما كنت

انسى الله!

بكل جرأة

واطلب الأمان عند غيره

ثم أُطيل في النسيان (الغفلة بمعناً أصح)

ثم أعود للإنهيارِ والعويل بصمت في كل حال وكل مكان

حتى في دورة مياه المدرسة!

والشيء الجيد الوحيد فيّ اني اثق بالله ولا افقد الامل ولذلك أعود كل مرةٍ دون يأسٍ او سئمٍ.

مرةً أثناء احد الإنهيارات هناك _في دورة المياه_

سمعت طرقاً قوياً فأسرعت بالخروج من الحجرة فوجدتها هاتشي تنتظرني مرةً ثانية

رينييي لاتطيلي كثيرا ستنتهي الفرصة قبل ان نفعل اي شيء

آاسفة

لا بأس عليكي، فقط لنذهب ونتمشى قليلا،

او فلنذهب للسطح لإستنشاق بعض الهواء

وانا فقط كما بقيت أفعل طوال اسبوع أسير خلفها،

فسندت مؤخرة رأسي على السياج

ونظرت للأسفل خلفي بعينٍ واحدة بينما هاتشي تمسكه بقبضتيها وتنظر للأسفل باستمتاعٍ وذهولٍ بكيف يبدو ارتفاعُنا شاهقا، كانت تبدو كطفلٍ بريئ بينما كنت انا افكر كيف يمكنني كسر هذا الصمت

الا بها تحطم انطابعي عنها فجأةً قائلة:

ريني هل لديكِ حبيب؟

نعم؟؟

او اي شخصٍ تُراسِلينه

ما الذي تقولينه هاتشي؟ كُفي عن المُزاح

هيا انت تعرِفين لايوجد فتاة بالمرحلة الاعدادية اليوم ولا تملك أسرارا من ذلك النوع، يمكنك اخباري

لا احب الحديث عن هذه الأمور انها تصيبني بالإشمئزاز! ، وبالطبع انا لا أملك احداً! و لا أظُنها شيئا لطيفا بل لاآراها سوى قلةِ ادب!

انا أسألك و حسب! فلماذا غضبتي هكذا؟!!

انتي هي السبب!

كان باديا على كلتينا الانزعاج الشديد من الاخرى

ولحسن الحظ دق جرس انتهاء الفرصة قبل أن يحدث شجارٌ ما بعده ودٌ ابدا!  فعادت كل واحدةٍ منا لمقعدها بالصف بكل هدوء وصمتٍ، وانتهى الأمر ، فهي كانت تجلس وراءاً بعيداً عني في أقصى اليمين بينما انا في المقعد الأول في منتصف الصف .

في اليوم التالي وبعد أن تجاوزنا الأمر بعدم ذكره ثانيةً

وبينما انا في الصف جالسة في مقعدي بِذُبول جائت هاتشي تجر كرسيها وجلست على يساري وبدأت تحدثني عن يومها وقصص كثيرة لا اذكرها فلم اعد أُلقي لها بالًا ثم فجأةً نظرت لي زوي التي كانت تقف على يميني ونادتني _حيث لم تكن ساكي بمقعدها وقتها

ريني لم أستطع حل هذه المسألة، وانتي جيدةٌ في الرياضيات أليس كذلك؟

اه اجل

يمكنك حلها لي اذا؟

بالتأكيد

مررتْ لي كتابها و القلم الخاص بها فالتقطهما وبدأت بالحل ولأول مرة أجد صعوبةً كهذه في الرياضيات

لم تكن المسألة هي الصعبة ولكن تركيز زوي معي لمعرفة الحل وبالمقابل تشتيت هاتشي التي لم تتوقف عن الحديث حينها أردت بالفعل دفعها بقوة ليس لأني اكرهها جدا ولكني شعرت وكأنها جدار منيع يحول بيني وبين الوصول لشيءٍ ما أُريده لم أكن اعلم ماهيته بالتحديد

وفي النهاية آثرتُ الإستسلام من حل المعادلة على تضيع الوقت دون جدوى بشعورٍ مملوئٍ بالتوتر و القهر.

في منزلي :

سرعان ما استيقظت من غفوة العصر سرعان ما أخذت( الابتوب) الذي لا تستخدمه اسرتي كثيرا ؛ لمشاهدة الانمي حتى لا يتسنى لي الوقت للتفكير كثيرا بما أُريد او بما يجري معي فلا أغرق من كثرة التفكير

مع مفارقة أنّ تصنيفي المفضل هو العاطفي، دراما ، شريحة من الحياة.

إلا أنّ الهرب من التفكير الذي يقتلني كانت طريقتي في التعبير بعدم فقد الامل

فقد كنت شخصاً كثير التفكير كثيير الغوص في عالمه الخاص _ولا أزال_ ونتيجةً لهذا كان هنالك نوعٌ من التفكير لايزيد الأمور الا سوءً وأكثر تعقيدا وأكثر إيلاماً

بأن ليتني فعلت كذا ويا ليتني لم أفعل كذا ولو فعلت كذا لكان كذا وكذا

هذا التفكير واللوم والندم وإعادة الكلام ليس سوى اعتراف مُبكر بالهزيمة وبعجزٍ متوهّم!

ف المؤمن الحق لا يعجز!

فقد قالها رسول الله عليه الصلاة والسلام (استعن بالله ولا تعجز)

اما عند الخطأ صحح  وتب لله واستغفر

ولكن لا تقل كلاما كذاك فهو مُفسدٌ للدين والدنيا

فعدم الندم على مافات يعدُ انتصارًا لك على نفسك

اترك تعليقاً

انت تستخدم اداة مانع الاعلانات

لتستطيع تصفح الموقع بسهولة من فضلك اغلق اداة مانع الاعلانات