قصص و روايات

رواية.. ليلى (الجزء الثاني)

روينا

ياله من مشهد مثير للشفقة حقا ،كل شيئ سيتغير على هذا الحال و ستعم الفوضى في البلاد أكثر مما عليه الآن .

هكذا نطقت وفمها مملوء بالطعام على مائدة الإفطار بعد سماعها خبر اغتيال رئيس الوزراء البريطاني فردريك نتشيه ،لم تكن مهتمة بالأمر بما أنه لا يعنيها هي و لا صديقتها ،و لكن لفت انتباهها تعابير الصدمة التي اعترت صديقتها ليلى بعد سماعها قصته و ماحدث له و التي ستكون بكل تأكيد سعيدة بخبر كهذا.

ليلى هل أنت بخير .

روينا هل صحيح ما سمعته الآن ،ابنه أصيب هو الآخر في حادث سير ….

إهدئي عزيزتي هل تعرفين ابنه ،ما الأمر ،أنت أكثر من تعرفين أنه لا يستحق أي لا ذرة تعاطف أو شفقة ،شخص مثله فاسد حتى النخاع نال ما يستحقه في النهاية.

لتنطق الأخرى بكل قوة :

أنا لا يهمني إبنه و لا يهمني هو ، كان لدي شك ……….روينا أحتاج إلى التأكد من شيئ ما ،أنا مضطرة للمغادرة.

ليلى انتظري ، اشرحي لي ، اللعنة انتظري …..بئسا لا تقودي بسرعة و عندما أتصل بك أجبيني.

اكتفت الأخرى فقط بالتلويح بيدها و ركبت سيارتها و انطلقت بسرعة من دون أن ترى ورائها .

مابها هذه الحمقاء هل فقدت عقلها أخيرا.

قاط تفكيرها صوت طفلة صغيرة يبدو و كأنها استيقظت الآن من نومها ، تفرك عينيها و تقترب منها و بصوت طفولي تحدثت :

خالتي أين هي أمي، بحثت عنها و لم أجدها ،هل تعرفين أين ذهبت؟ .

عزيزتي لا تقلقي لدى والدتك مشوار صغير و ستأتي فور انتهائه.

ماذا ؟ هل ذهبت إلى العمل ،لقد أخبرتني أنها قد أخذت اليوم إجازة لتخرج و تلعب معي ،هل كذبت علي؟

لا ،والدتك لا تكذب أنتي تعرفينها ستأتي قريبا ،و أثناء إنتظارها ما رأيك بتذوق الكريب الذي صنعته إنه لذيذ كما أن برنامجك المفضل سيبدأ قريبا ،لندخل هيا.

دخلت و هي تعتزم أن عند عودة صديقتها ستمسكها و تتحدث معها عما يحدث ،كانت تشك أن بها خطبا ما و خصوصا خلال هذين الشهرين الأخيرين منذ عودتها ذلك اليوم و هي غاضبة و تلعن فقط على سوء حظها

و عندما سألتها أخبرتها فقط عن موظفيها المهملين الذي انتهى بأغلبهم للطرد أو قدموا استقالتهم بأنفسهم حفاظا على كرامتهم و عن شخص غريب التقته وصفته بأنه وقح و متعجرف .

تنهدت و أكملت ما كانت تقوم به ،فهي تعرف جيدا ذوق صديقتها المرتفع فلا يروق لها أي شخص بسهولة وذهبت لتكمل أعمالها التي لا تنتهي و تركز على الصفقة التي ستقوم بها و التي تسميها بصفقة العمر.

ليلى

لم أدرك كيف وصلت إلى المستشفى ، و بطريقة عشوائية أوقفت السيارة و رميت بالمفاتيح للحارس ،دخلت و اتجهت مباشرة لمكتبي ارتديت مئزري و فتحت خزنة سرية لدي في المكتب أخذت منها حقنة خبرئتها في ملابسي و انطلقت للطابق الرابع حيث قسم الشخصيات الهامة .

دخلت و أغلقت الباب ورائي و اتجهت أنظاري لذلك الشخص النائم وسط الغرفة ، رافي نيتشه الابن البكر و الوحيد لوالديه ،نائم و كأن شيئا لم يحدث .

تجولت عيناي في المكان كانت الغرفة مثل أي غرفة في قسم الشخصيات المهمة تختلف فقط ببضع إضافات ،فخمة و تمتلك كل وسائل الراحة ،

اقتربت منه بهدوء و أنا اشكر حظي لأول مرة على عدم وجود شخص بجانبه في هذا الوقت ، ويبدو أنه أحس بخطواتي فقد استيقظ من نومه و بدأ بالنظر إلي ،

لم أتعجب فقد تحسنت حالته بالفعل قبل ثلاثة أسابيع تبقى لديه فقط بضعة كسور يجب أن يرتاح من أجل علاجها .

أرخيت ملامح وجهي و بكل هدوء و ابتسامة على شفتاي قلت :

سيد رافي ، آسفة إن كنت قد أزعجتك ،جئت من أجل القيام بدوريتي ، كيف تشعر هل أنت بخير؟ هل هناك مكان يؤلمك؟

أنا بخير ،لكنني لم أرك من قبل ، لست أنت التي تقومين بالدورية في العادة .

حينها تبادر في ذهنها أنها كانت تتجنب هذا القسم بالذات و ترسل شخصا ليقوم بالدورية مكانها كي لا تتصادف مع من تسميه بالوقح.

تحدثت و هي تقترب منه بهدوء حتى وقفت على بعد إنشات منه :

لا تقلق يا سيد رافي أنا المسؤولة هنا ،من الممكن أن تكون قد عرفتني ، هذه مهمتي في الأصل و لكنني كنت مشغولة لذلك كنت أرسل شخصا مكاني ،سأقوم بعملي و أغادر على الفور.

اكتفى الآخر فقط بهز رأسه وتركني أفعل ما أريد .

حسنا لنطمئن عليك أولا ، قلت هذا وأنا أفتح أزرار قميصه مكان إصابته ، حيث برزت عضلاته السداسية كان يمتلك جسدا رياضيا ووشما كبيرا يمتد من يده إلى صدره كان وسيما بحق بذلك الشعر البني و العيون الخضراء ،كان حقا كافيا لأن يتمكن من إغواء أي فتاة لكن لست أنا من ستقع للشخص المفترض أن يكون عدوي .

بدأت بتغيير ضماداته و لكن ما أخذ جل إنتباهي هو ذلك الوشم الصغير على صدره في جهة اليسرى محل قلبه ، كان على شكل فراشة سوداء صغيرة ويوجد خط تحتها .

زفرت أنفاسها براحة و كأنها وجدت غايتها نظرت له مطولا ، لم تحس بأصابعها التي امتدت و بدأت بملامسة ذلك الوشم ،فجأة رفعت عينيها و أدارت رأسها يمينا و يسارا و بحركة سريعة أخرجت الحقنة التي جائت بها من المكتب ووضعتها على عنقه ،

انقلبت ملامحها الهادئة إلى أخرى جدية و باردة و نطقت بكل برودة الأرض :

لا تتحرك ،لا تتكلم و لاتتنفس، سأسألك ثلاثة أسئلة ستجيبني عليها بصدق و إلا لن أتردد في ضخ هذه الحقنة في رقبتك لتلقى حتفك على الفور ،

لن يشك مخلوق بالأمر و لن يتسائل حتى لأنه سيبدو للجميع أنك مت بسكتة قلبية لأنها و بكل بساطة سم قاتل ليس له مثيل يقتلك و لا يترك أثرا ،ولن يعرف أحد الحقيقة إلا أنا وأنت .

نطق الآخر بحدة و هو يعتزم المقاومة :

مالذي تريدينه ……. هل أنت منهم ؟

لا أهتم بما فهمته ولا تحاول أن تقوم بأي حركة غبية لأنك الوحيد الذي ستخسر ،أخبرتك أن كل ما أريد هو أجوبة على أسئلتي ليذهب بعد ذلك كل واحد في طريقه.

نظر لي بجدية و ارتخت ملامحه قليلا و قال :

من الواضح من أفعالك هذه أنك لست منهم ،فلو كنت فردا منهم لما ترددت لحظة واحدة في قتلي . أنا أستمع إليك فأنا حقا أشعر بالفضول عن نوع أسئلتك .

سألته من دون تردد لأن أجوبته ستحدد لي ما قد أقوم به مستقبلا :

أولا المجزرة التي حصلت قبل ثلاث سنوات هل كانت إحدى أفعالكم؟

نظر لي بتفاجأ و حذر و قال بابتسامة غامضة تخفي الكثير:

يبدو أنك تعرفين الكثير ،أكثر مما ينبغي لك معرفته و هذا خطر عليك آنستي .

لم أطلب منك أي نصيحة أيها السيد ،أجبني بدلا من اللف و الدوران.

حسنا حسنا اهدئي ،فلتتحملي مسؤولية أفعالك لقد حذرتك بالفعل ، نعم هم من كانوا مسؤولين عنها .

ماذا تقصد بهم ألست واحدا منهم ؟

كنت واحدا منهم و لكن عندما بدأت أفعالهم تخرج عن الطريق الذي كانوا يسيرون فيه و يحاربون من أجله ،انفصلت عنهم و قبل أن يذهب عقلك بعيدا أنا ابتعدت عنهم كليا و لا أعرف ما الذي حصل بعد ذهابي، و لكن

مع ذلك يحاولون قتلي ليموت معي كل ما أعرفه عنهم .

فكرت في كلامه الذي بدا لي منطقيا و رجعت ذاكرتي للوراء ،إلى نحو ثلاث سنوات ؛

إن سألت أي بريطاني عن المجزرة التي حدثت قبل ثلاث سنوات ستجد ملامح الحزن و الأسى طغت على وجهه،حيث مات فيها ما يزيد عن مائة شخص و كان معدل الإصابات مرتفعا أكثر بسبب الانفجار الكبير الذي حصل في أكبر مول بلندن ، حيث حدث كل ذلك لتصفية السياسي الشهير الطيب رونالد الذي جاء من أجل حضور ندوة عن البيئة ،حتى ظهر ذلك الانتحاري و حدث ماحدث .

استيقظت من شرودي على طقطقة أصابعه حينها نطقت بحزم :

ثانيا أين أجد لائحة الأشخاص المتورطين من المنظمة في كل ما هو غير قانوني و شرعي للسنوات الأخيرة ،حدسي يخبرني أنني قد أجدها معك .

يتبع..

اترك تعليقاً

انت تستخدم اداة مانع الاعلانات

لتستطيع تصفح الموقع بسهولة من فضلك اغلق اداة مانع الاعلانات