رواية.. ليلى (الجزء الخامس)
لقد كان ذلك منذ زمن ، لا مشكلة لدي معها الآن و لكن ما زلت أفضل حقيبة سكاكيني على هذه المسدسات .
حقا ليلى لقد تغيرت كثيرا ، إذن ما الذي تخططين له الآن.
لآن لا شيء سأنتظر بهدوء إلا أن يخرج الفأر من جحره لأصطاده .
آه ، جيد جدا لا يوجد لديك أي عمل الآن أليس كذلك، لتناول العشاء معا إذن .
حينها و كأنها تذكرت شيئا نسيته و قفت هي تنظر لساعتها رتبت ملابسها و قالت بابتسامة:
آسفة أرسلان ، مرة أخرى أنا مسافرة الآن ، طائرتي ستصل قريبا أحتاج المغادرة .
لماذا إلى أين يافتاة ؟
ألم أخبرك أخذت إجازة من المشفى لكن الأعمال لا تنتهي و لا تريد راحتي ..
تنهدت و أردفت :
لست وحدي سنذهب جميعا، سنسافر إلى روسيا نستمتع قليلا و نعمل كثيرا .
آه ، لكن أنا حزين الآن في اليوم الذي تأتي لزيارة هذا العجوز تلقين السلام و تغادرين.
لا تقلق أرسلان سأزورك و أبقى معك لفترة طويلة المرة القادمة ، أعدك ، سأغادر الآن ، وداعا.
خرجت تجري لسيارتها و انطلقت للمطار تتجاوز كل السيارات أمامها و تدعوا ألا تفوتها الطائرة ؛ وصلت أخيرا ولا تدري كيف مع كل الإزعاج الذي سببته لها روينا من خلال اتصالاتها .
أعطت المفاتيح للحارس الذي ركن سيارتها ودخلت مسرعة لقاعة الانتظار حيث وجدت روينا التي لم تكف عن الصراخ و التوبيخ لدرجة أن الناس انزعجوا منها .
وأخيرا وصلت الطائرة و أخذت روينا ليلى ولينا إلى أرض البرودة و الثلج روسيا .
وفي مكان بعيد ، و بضبط في ذلك القصر الفخم بواجهته البديعة و هندسته المعمارية التي تعكس تاريخه العريق بمجرد النظر إليه ستسحر من جماله و زخرفاته الخلابة ، وقفت سيارة سوداء أمامه و نزل منها وهو بكامل هيبته ووقاره بجسده الضخم الذي تبرزه بدلته السوداء ، وزع نظراته الباردة على الحراس المنتشرين أنحاء القصر الذين أنزلوا رؤوسهم احتراما و خيفة منه فالا أحد يمتلك الجرأة لنظر في عينيه ،
تقدم بخطوات ثابتة و رزينة يدخل القصر الذي كان يعمه السكون، فبكل تأكيد إنها الخامسة صباحا وهو تأخر في الشركة غارقا في أعماله ،
دخل غرفته بهدوء ،استحم و بدل ملابسه لأخرى مريحة ، خرج من غرفة الملابس و هو ينشف شعره المبلل و كان على وشك رمي نفسه على السرير إلى أن جاءه اتصال من مساعده و ابن عمه الشخص الذي يثق في أكثر من أي شخص آخر ، التقط هاتفه بملل ليرد بصوته الرجولي الخشن :
ما الأمر ؟، لماذا تتصل في هذا الوقت ؟ من الأفضل أن يكون شيئا يستحق الذكر .
أتاه صوت سعيد من الجانب الآخر يقول :
زعيم لقد حصلت لك على ما تريد ، مارأيك بأن تأتي و تلقي نظرة ؟
ليجيبه بنبرة مهتمة :
إذا كان الذي في بالي صحيح سيعود كل شيء في مكانه الليلة .
لا تتأخر إذن زعيم .
قطع الإتصال ، دخل لغرفة ملابسه و ارتدى هودي رمادي مع سروال رياضي واسع قليلا و خرج بهدوء من دون أن يلمحه أحد .
بعد نصف ساعة :
وقفت تلك السيارة السوداء أمام مستودع مهجور خالي من أي ذرة للحياة ، دخل ببروده المعتاد ، كان مبنى كبير مظلم من كل ناحية يتوسطه رجل مربوط على كرسي ملطخ بالدماء و بجانبه رجل ينظف مضرب بيسبول من الدم .
تقدم هو بخطوات سريعة و غير مسموعة ووضع يده على كتف الرجل صاحب عصا البيسبول ليصرخ ذلك الأخير رعبا و يلتفت بسرعة و هو يضع يده على قلبه ونطق بصعوبة :
زعيم أنت ستسبب لي أزمة قلبية يوما ما ، أنت تفعل ذلك عمدا أليس كذلك ؟
كفاك صراخا كالنساء و التفوه بالهراء ليون ، ألم تتعب ؟ على أي حال كيف حال ضيفنا هل أكرمته جيدا ؟
لا تقلق زعيم لقد قمت معه بالواجب فنحن أهل الجود و الكرم .
اقترب منه بخطوات بطيئة و نطق بصوت مرعب بارد:
سأسألك سؤلا واحدا و ستجيبني و إلا لن ترى ضوء الشمس مرة أخرى ، مفهوم ؟
هز الآخر رأسه و هو يرجف رعبا و كيف لا و هو في حضرة الشيطان ، هذا ما يسميه به الجميع ، الآن هو ليس رجل الأعمال الهادئ و المحترم ، هو حاكم العالم السفلي الذي أخضع كل عصابة في بريطانيا ، يخافه و يهابه الجميع على أرض بريطانيا و حتى خارجها.
هو الذي أقام أكبر مجزرة في ليلة واحدة حيث تخلص و نظف أخطر حي في بريطانيا من العصابات و القاذورات كما يسميها هو وجعله أأمن مكان في بريطانيا كلها ، وضع يده على كل شيء سواءا قانونية أو غير قانونية و يفضل الخيار الثاني حيث ينزع القناع الذي على وجهه و يتصرف بحرية و يظهر حقيقته هذا هو إيثان بوربون رئيس عائلة بوربون و حاكم العالم السفلي، وجهان لعملة واحدة .
سأسئلك مرة واحدة ولن أعيدها :
حسنا إذن من أرسلك لتتجسس علي و تسرب معلومات شركتي وأعمالي؟ هل ظننت أنني غبي لهذه الدرجة و
لن ألاحظ و أنك تستطيع خداعي .
نطق الآخر بألم و هو يجاهد لإخراج الكلمات و يبلع ريقه بتوتر :
أنا أنا …أرسلتي الفراشة الس..وداء لأتجسس و أنقل أخباركم ، أقسم أقس..م إن أعفيتم عني لأصبح خادما لكم وأخبركم أي شيء أعرفه .
نظر إليه إيثان و نطق بغضب :
هؤلاء ال&&# ألم أقتل رئيسهم بالفعل منذ سنوات ، كيف يبنون أنفسهم من جديد في كل مرة أدمرهم فيها، اللعنة لقد أصبحوا مزعجين للغاية ظهروا فجأة بعد أن إختفوا و يريدون أن يكونوا فوق القوانين التي وضعتها أنا ، ويحاولون أن يتحدوني لقد أصبحوا كالشوكة في الحلق .
التفت و نظر إلى ليون و قال بنبرة حادة :
ليون أريد كل المعلومات عليهم في السنوات الأخيرة ، حان الوقت للقضاء عليهم و إعطائهم الضربة القاضية التي ستنهيهم و…
قاطعه صوت ذلك الرجل المربوط على الكرسي :
من فضلك ارحمني سيدي علي اللحاق على عائلتي بالتأكيد فيرونيكا ستحاول قتلهم بعد أن تكتشف خيانتي ، الرحمة سيدي.
نظر إليه إيثان و الشرر يتطاير من عينيه و قال بغضب:
ألم تتعلم بأن قطع كلام شخص ما قلة من الأدب ، و أنت آخر من يتكلم بعد أن ثقت بك خيبت ظني و خنتني لذلك لا تستحق إلا الموت و لا تقلق ستلحقك سلالتك قريبا.
أنهى كلامه و فتح زناد مسدسه و أطلق عليه في منصف جبهته بكل برود .
نطق و هو ينظف مسدسه و يرجعه خلف ظهره :
ليون نظف المكان و أبحث عن المعلومات التي طلبتها و جهز نفسك .
نظر له هذا الأخير وعلى وجهه علامة استفهام ، ليجيبه
بكل هدوء و كأن لا شيء حدث بابتسامة غامضة:
استعد ، يبدو أنه لدينا عمل في روسيا .